Monday 13 June 2011

السلطة تبث شريطا عن "مقبرة جماعية" في جسر الشغور .. يطرح من الأسئلة أكثر مما يجيب عليها

الشريط جاء بعد ثلاثة أيام من الترويج لقرب اكتشاف مقبرة جماعية في جسر الشغور ، وبعد فبركة تسجيلات صوتية تافهة وغبية لاتصالات مزعومة بين أفراد من " عصابات مسلحة" تتحدث عن .. المقابر!؟
دمشق ، الحقيقة ( خاص): بث تلفزيون السلطة السورية في ساعة متأخرة جدا بعد منتصف الليل شريطا قالت إنه اكتشاف "مقبرة جماعية" في بلدة جسر الشغور لعشرة من شهداء الأجهزة الأمنية " اغتالتهم العصابات المسلحة". وجاء البث بعد وضع عبارة " خبر عاجل " على الشاشة لأكثر من ربع ساعة . أما الشريط الذي بثته ، وبخلاف ما قالته عن " تقطيع رؤوس  وأرجل بالسواطير وتمثيل بالجثث" ، فلم يظهر أي شيء من هذا . إضافة لذلك ، إن عملية الحفر بالجرافة ، وكما أظهرها الشريط ، توحي دون أدنى ريب أن المشرفين على الحفر يعرفون بدقة أين الجثث دفنت الجثث كما لو أنهم وضعوها بأيديهم!؟ فقد جرت دون أي حذر أو حرص  كما لو أنها تجري من قبل أهالي ليس لديهم أي خبرة ، وليس من قبل دولة!؟
الشريط يثير من الأسئلة أكثر ما يقدم لنا أجوبة على نشر من قبل وسائل إعلام السلطة خلال الأيام الماضية. وذلك للأسباب التالية:
أولا ـ جاء " اكتشاف" المقبرة الجماعية بعد تمهيد  شبه "إعلاني" ( وليس إعلاميا!) استمر عدة أيام تضمن ثلاثة تسجيلات زعمت السلطة أنها جرت هاتفيا بين عناصر من " العصابات المسلحة" ، وأن الأجهزة الأمنية تمكنت من التقاطها. والتسجيلات لا يمكن حتى للمعتوه أن يصدقها. فعلامات الفبركة كانت واضحة عليها دون أي ريب ، وهي أقرب من حيث جوهرها إلى حوارات " ضيعة ضايعة"! ( هل هناك إلا الأجدب أو المعتوه يصدق أن أحدا يتصل بزميله ليقول له : "شو رأيك نعمل مقبرة جماعية لعناصر الأمن يلي قتلناهم"!!؟).
ثانيا ـ حرصت السلطة أن لا يحضر من الصحفيين إلا عملاؤها في الداخل وأنصارها في لبنان . ( مراسل قناة المنار أنس أزرق ، مراسلة قناة " إي . إن . بي" صفاء محمد ، مراسل قناة " إن بي إن " ... وهكذا !؟).
ثالثا ـ ولعل هذا أغرب ما في المشهد  وأكثره إثارة للضحك رغم الطابع المأسوي للحدث ، قدمت السلطة للصحفيين أحد المعتقلين على أنه أحد الذين شاركوا في قتل عناصر الأمن ودفنهم. وكان من الواضح أن الرجل مختل عقليا أو مريض نفسيا ، أو على الأقل كان سكرانا! ونستطيع أن نقسم أنه لا علاقة له بالمجزرة إلا إذا كان لنا نحن علاقة بها! ( للأسف الشريط غير متوفر ولم تكن السلطة وضعته على الشبكة حتى ساعة نشر هذا التقرير ، الخامسة والثلث صباحا بتوقيت دمشق!؟) . باختصار : الشخص يشبه من حيث سلوكه وتصرفه ـ ويا للمصادفة ـ " أبو نظير" ( هل تذكرون  غسان سلواية  المشهور بـ" أبو نظير" الذي عرضوه قبل فترة على أنه أحد " زعماء الثورة " في اللاذقية ؟ ).
رابعا ـ الأغرب من " أبو نظير" الجديد هو الصحفيون السفلة والقذرون الذين كانوا يطرحون عليه أسئلتهم. وهم بالفعل سفلة ، لأنهم شهود زور ومأجورون بلا  شرف أو ضمير ، إذ يعرف أي أبله أنهم كانوا يلقون عليه أسئلة تلقوها من ضباط المخابرات ، من قبيل " هل قتلتم عناصر الأمن بسبب طائفتهم"!؟ ومن يلعب دورا من هذا النوع لا يمكن أن يكون إلا خسيسا.
رابعا ـ الغريب العجيب أن السلطة بثت الشريط بعد أن نام جميع سكان الشرق الأوسط ( كانت بعد الثانية ليلا بتوقيت دمشق !؟ ). وهذا ـ فضلا عما تقدم أعلاه ـ يؤكد مرة أخرى أن من يقودون هذا الإعلام ( ولن نعتذر على بذاءتنا) هم مجموعة من البغال والحمير . ولا غرابة في ذلك أبدا. فإذا كان وزير الإعلام عدنان محمود نصابا ومحتالا على القانون ( باعتراف الإعلام نفسه قبل خمس سنوات) ، ما الذي يؤمل منه ومن إعلامه!؟