Wednesday 15 June 2011

من مهزلة "جمعة العشائر" إلى مهزلة " جمعة صالح العلي" : مئة وجه للدناءة والانحطاط

العلويون والدروز والإسماعيليون والسنة الحقيقيون والمسيحيون واليهود يريدون ..."جمعة حرق فتوى ابن تيمية"!؟
رأي "الحقيقة" :
  في مهزلة جديدة من مهازله الطائفية والمذهبية والعشائرية المقرفة والمثيرة للغثيان ، أعلن موقع "الثورة السورية 2011" الذي يديره الوهابي التكفيري فداء السيد ، والذي يرضخ لتسمياته المتظاهرون الذين يعتبرهم مجرد قطيع من الغنم والدواب يتحركون بنقرة منه على "الكيبورد"، تسمية جمعة التظاهر القادمة باسم" جمعة صالح العلي"، في إشارة إلى الشيخ صالح العلي قائد القطاع الساحلي في الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي!
  وبناء على هذه البدعة الخرائية المقرفة ، وسنقول أدناه لماذا هي كذلك ، علينا أن نتوقع أسماء أيام جمع أخرى من قبيل " جمعة سلطان باشا الأطرش" و " جمعة ابراهيم هنانو" و " جمعة أحمد مريود" ... إلخ! وإن كنا نرجح أن لا يجري ذلك ، للسبب الذي سنوضحه أدناه.
   لا يحتاج المرء للعناء أو لعظيم ذكاء ليدرك المضمون الانتهازي الرخيص والبازاري الذي يغلف الدافع الوسخ لإطلاق هذه التسمية على يوم الجمعة القادم. فهو يريد أن يقول ـ كاذبا ومنافقا بالطبع ـ إن العلويين جزء من المجتمع السوري ، وهم أخوتنا ، وهم ليسوا مستهدفين ... إلخ.
   حسنا! كان يمكن تصديق "النوايا الحسنة" التي تقف وراء ذلك لولا ألف سبب يقول إن من وضع التسمية منافق مكشوف ونصّاب مبتذل. وأول هذه الأسباب هو أنه اختار صالح العلي قبل سلطان باشا الأطرش . والمنطق السليم يقول ـ إذا كان لا بد من استخدام رموز ميراثنا الوطني التحرري في هكذا مناسبات ـ إن البداية يجب أن تكون " جمعة سلطان باشا الأطرش" ، لأن الأطرش هو القائد العام للثورة السورية!
   ثم : من قال لهذا المتفذلك المدعي والأحمق الجاهل إن صالح العلي هو مرجعية طائفية أو دينية للعلويين أو رمز مذهبي لهم؟
   إن جميع العلويين العلمانيين والملحدين ، وغير المتدينين عموما ، وهم الأغلبية لحسن الحظ ، لا يشترون "المرجعية الدينية" للشيخ صالح العلي بأكثر من فلس واحد مقدوح ! فهو بالنسبة لهؤلاء ليس أكثر من فلاح وطني ثائر مثله في ذلك مثل حسن الخراط ومحمد الأشمر وأحمد مريود والكردي طيب الذكر ـ "صديق" لينين ( بالمراسلة) ـ ابراهيم هنانو .. وغيرهم. أما مرجعيته الدينية فلا تساوي بالنسية لهؤلاء العلويين إلا ما تساويه مرجعية شيوخ الطائفة اللاحقين ، سواء منهم النصّابون والمحتالون الذين خلقهم حافظ الأسد فسوّاهم ، ونفخ في جثثهم بعد أن كنسهم المد اليساري والعلماني في الطائفة ، أو "الأوادم"الذين رفضوا أن يكونوا حراسا على " مؤخرة" هذه السلطة المأفونة .. وعلى الروائح السياسية والأيديولوجية والطائفية الكريهة التي تنبعث منها منذ أربعين عاما ونيف!
  ثمة سبب آخر يكشف الطابع البازاري الوضيع لهذه الدعوة إلى " جمعة صالح العلي"، يتمثل بواقعة حصلت قبل بضعة أسابيع. فقد وجه عدد من رجال الدين " الأوادم " في الطائفة ، لا الأرذال من "شيوخ المخابرات"، رسالة مفتوحة إلى "الأخوان المسلمين" ومن يعتبرون أنفسهم جزءا من طيفهم السياسي والأيديولوجي في المدن السورية ، طالبوهم فيها بما يشبه " العهدة الوطنية" ( على وزن " العهدة العمرية" الشهيرة في القدس) من أجل الاطمئنان لمستقبلهم كطائفة بعد رحيل هذه السلطة المأفونة غير مأسوف عليها. وقد اقترحوا أن  تتضمن "العهدة" المرجوة تعهدا يوقع عليه " الأخوان المسلمون" ورجال دين يدورون في فلكهم داخل سورية ، ويضمنه وجهاء مدينيون سنة مستقلون مشهود لهم بوطنيتهم ولا طائفيتهم ، أمثال النائب السابق رياض سيف. ورأى هؤلاء الشيوخ أن "عهدة وطنية" من هذا النوع كافية لأن تجعلهم يوجهون نداء إلى أبناء الطائفة ، ممن "يمونون" عليهم ، من أجل الانخراط في الانتفاضة الشعبية لدحر الدكتاتورية وكنسها من البلاد. إلا أن الجواب الوحيد الذي حصلوا عليه هو " التطنيش" والاهمال والازدراء ، سواء من قبل "الأخوان المسلمين" أو غيرهم! أما أحد " رموز الثقافة الوطنية الديمقراطية" في "إعلان دمشق" في الخارج فذهب إلى حد وصف من نشر هذه الدعوة  بأنهم "كلاب علويون مسعورون وأذناب مخابرات "! ولم يكن ذلك مستغربا ، فمن الإرث النضالي البكداشي لهذا الموتور أنه دعا إسرائيل خلال عدوانها على غزة إلى "إبادة حركة حماس المتأيرنة" ( مشتقة من كلمة إيران ، وليس من كلمة "أير" ، على قولة معلمنا وأستاذنا الراحل هادي العلوي!).
  قبل هذا وذاك كان الرد من أنطاليا ـ حيث عقد مؤتمر "الطليعة المقاتلة" أو " الكتيبة الإنكشارية العثمانية" أو" كتيبة البنتاغون" في فرقة "سرايا دفاع" المعارضة ، كما ينغي أن يقال دون مواربة! فهناك كان كافيا أن يطرح الصديق محي الدين اللاذقاني فكرة فصل الدين عن الدولة حتى يجري إخراسه من قبل " ضباط " الكتيبة المذكورة. ومن حسن حظه أن الشرطة التركية لم تسمح بإدخال السواطير أو "الشنتيانات "إلى المؤتمر ، وإلا لكان الآن "علب مرتديلا" يوزعها ملهم الدروبي على القطط التركية!
العلويون لا يعنيهم من أمر صالح العلي "الشيخ" إلا بقدر ما يعنيهم من أمر البوطي وملهم الدروبي وفداء طريف السيد! فصالح العلي الذي يعنيهم هو صالح الفلاح الثاثر ، أما صالح العلي "الشيخ" فأرسلوه لكم " لتنقعوه وتشربوا ماءه"! ولهذا فإنهم سيكونون آخر من يسمع بـ"جمعة الشيخ صالح العلي"!
العلويون مثلهم مثل الإسماعيليين ـ الورثة النجباء لـ" الحشاشين" الثوار .. قادة أول حركة فدائية في التاريخ البشري ، وأحد الوجوه المضيئة التي خلفتها "الثورة الثقافية المعتزلية" في تاريخنا العربي والإسلامي.
العلويون مثلهم في ذلك ، أيضا ، مثل "الشيعة الموحدين" ( " الدروز") ... ورثة الثورة المعتزلية و أخوان الصفا .. الذين انتصروا للعقل في مواجهة النقل ، و لـ"القرآن المخلوق" في وجه "القرآن المخطوط في كتاب منذ الأزل"!
ومثلهم في ذلك ، أيضا وأيضا ، مثل أحفاد الفدائي السوري ـ الفلسطيني الأول عيسى بن مريم الذي رأى المسرة في الناس ورأى السلام في الأرض .. لا في الكنيسة!
العلويون و"الدروز" و الإسماعليون والمسيحيون ، وسائر المواطنين العقلاء لا "المهابيل" في سوريا،  ومعهم السنة الحقيقيون ومن تبقى بين ظهرانيهم من يهود لم يهرّبهم ضباط المخابرات مقابل " كومسيون" من الموساد ، لا يريدون جمعا ولا آحادا ولا سبوتا بأسمائهم أو أسماء شيوخهم وخوارنتهم وأحبارهم.
كل ما يريده هؤلاء هو :
"جمعة تنظيف الفضاء العربي من سموم وأوساخ عدنان العرعور"؛
 و"جمعة رفض قتل ثلث الشعب السوري كي يعيش ثلثاه الباقيان بسعادة "؛
 و .."جمعة حرق فتوى ابن تيمية"!