Friday 10 June 2011

كي لا تهينوا سوريا ودماء شهداء الانتفاضة : دعوة خاصة إلى السوريين بعدم التظاهر .. اليوم تحديدا

من يتظاهر تحت اسم " جمعة العشائر" هو الوجه الآخر لهذه السلطة المأفونة التي فتت البلد وأرجعته إلى العهود الإنكشارية  
من هيئة تحرير " الحقيقة"
   فوجئنا إلى حد الذهول، كما فوجئ كثيرون غيرنا ، بالدعوة للتظاهر اليوم  تحت عنوان " جمعة العشائر". وقد خلنا أنفسنا للوهلة الأولى أننا نعيش في السعودية أو دولة خليجية أخرى من ممالك وإمارات الظلام والظلمات ،أو في أفغانستان ، أو مجاهل أفريقيا ، وليس في سوريا!؟
   كنا ، كما كان غيرنا ، نتساءل منذ البداية : من ذا الذي يجلس وراء " كومبيوتره" الشخصي في إحدى الغرف الأميركية أو الأوربية ويحدد للناس أسماء الجمع التي يتظاهرون فيها ، ويمليها عليهم ، قبل أن يتلقفوها ويرددوها كما لو أنهم قطيع من الغنم والبهائم التي تمشي على أربع ولا يكون لهم حتى حق إبداء الرأي في ذلك!؟
   أن يطلق على أيام جمع التظاهر :"جمعة الشهداء " وجمعة أطفال الحرية" و" جمعة آزادي ـ الحرية" .. إلخ ، أمر لا غبار عليه . حتى اسم "جمعة الحرائر" نستطيع أن نتقبله ولو على مضض ، آخذا بعين الاعتبار أن ذلك الأصولي القابع في جحر ما من هذا العالم يوزع أسماء الجمع على السوريين ، ويفرضها عليهم ، آخر من يحق له الحديث عن " حرائر سوريا" وهو الذي يملك ترسانة من الفكر  القروسطي المنحط الذي لا يرى في المرأة سوى عورة ، ونصف إنسان ، وناقصة عقل ودين!
   أما أن يصل الأمر إلى حد إطلاق اسم "جمعة العشائر" على  هذا اليوم ، فأمر أقل ما يقال فيه إنه انحطاط أخلاقي وثقافي لا سابق له في سورية منذ عقود ، ومؤشر خطير على طريقة التفكير التي يعمل بها أولئك الذين  يصادرون من السوريين حتى الحق في تسمية الأيام التي يخرجون فيها مطالبين بالحرية. إنها إهانة لتاريخ سوريا الوطني والثقافي والاجتماعي  واحتقار لمجتمعها الذي يريدون له العودة إلى زمن العشائر والقبائل ، دون أن يكون في قولنا هذا أي انتقاص من العديد من القيم الأخلاقية التي نادت بها العشيرة  عندما كانت المكون الأساسي للمجتمع السوري وغيره من المجتمعات الأخرى.
   إن من يسمي اليوم " جمعة العشائر" علينا أن لا نفجأ به إذا أطلق على أيام الجمع القادمة " جمعة القبائل" و" جمعة السنة" و "جمعة العلويين " و " جمعة الشيعة" و"جمعة الدروز" و "جمعة الإسماعيليين" و " جمعة المسيحيين" ... نزولا إلى المكونات الأصغر من هذه المكونات : "جمعة الرفاعية" ، "جمعة النقشبندية" ، " جمعة القراحلة" ، " جمعة الحدادين ، " جمعة الخياطين"، "جمعة الأرثوذوكس " و " جمعة الكاثوليك والموارنة"...!
   ولأننا لم نقض عقودا في النضال ، داخل  سجون السلطة وخارجها، من أجل استبدال الدولة الوطنية بالعشيرة والطائفة والقبيلة ، وبالتالي لا نقبل أن نكون شهود زور على كتابة هذه الصفحة القذرة من تاريخ الانتفاضة الشعبية السورية ، التي نأمل تمزيقها فورا وعدم تكرارها مرة أخرى ، نناشد أهلنا في المحافظات  والمدن  والقرى السورية كلها ، نزولا إلى أصغر الأحياء، أن يمتنعوا عن التظاهر هذا اليوم على وجه التحديد ، طالما ظل يحمل اسم " جمعة العشائر" ، وطالما لم يجر تغييره فورا إلى أي اسم يليق بسوريا  و بدماء شهداء الانتفاضة ومعتقليها البواسل كي لا يهانوا في قبورهم وزنازينهم . فهؤلاء لم يستشهدوا أو يعتقلوا من أجل مهزلة وسخة كهذه ، وإنما من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية التي تزول منها الطائفة والعشيرة والقبيلة وكل الانتماءات الأخرى التي تمسخ انتماء المواطن السوري!
   نعرف أنه " لا محل لنا من الإعراب" فيما يجري كله ، وأن نداءنا قد لا يسمعه أو يقرأه أحد ، ومن يسمعه أو يقرأه قد يسخر منه . ولكن حسبنا أن نفعل كما فعل الضفدع في محرقة "النبي ابراهيم" في الأسطورة " اليهمسلامية" ( اليهودية ـ المسيحية ـ الإسلامية) حين كان ينقل بفمه الصغير نقطة ماء يساهم بها في إنقاذ النبي من محرقته!
    كما ونعرف أننا لسنا " الجزيرة " أو " العربية" أو غيرهما من الفضائيات التي تشارك في صناعة الرأي العام السوري ، وأن الحدود التي نستطيع بلوغها لا تتجاوز الـ 40 ألف قارىء الذين يزورون هذا الموقع يوميا.
  ومع هذا ، وانطلاقا من مبدأ ضفدع ابراهيم ، قررنا أن لا نغطي أي فعالية احتجاجية تشهدها سوريا اليوم تحت اسم " جمعة العشائر" ، لأننا نربأ بأنفسنا أن نكون من كتبة هذه الصفحة الوسخة في كتاب انتفاضة الشعب السوري العظيمة!
" هيئة التحرير"