Friday 10 June 2011

علامات استفهام جدية جدا خول الشخصية الحقيقية لـ"المقدم" حسين هرموش

كيف "أصدرت" إدارة شؤون الضباط هوية لضابط عامل لا تتوفر فيها الشروط الصارمة الخاصة ببطاقات الضباط العاملين!؟ ( تحديث للخبر بشأن الضابط الآخر في نهاية التقرير)

دمشق ، الحقيقة (خاص): كنا ولا زلنا وسنبقى نرحب بأي ضابط أو عسكري يرفض أوامر السلطة بإطلاق النار على أبناء شعبه ، و بـ"انشقاقه" على السلطة في هذا المجال حصرا ، ولكن ليس بالعنى الذي يحمل طابع "التمرد المسلح". كما وكنا ـ من خلال أحاديث مباشرة ومكررة عبر إحدى الفضائيات ـ أول من دعا ضباط الجيش وعناصره إلى عصيان الأوامر التي تتضمن إطلاق النار على أبناء الشعب ، ولكن ليس العصيان الذي ينطوي على "تمرد مسلح" ، تحت أي مبرر أو ذريعة. فهذا لن يؤدي في النهاية سوى إلى تمزيق الجيش ـ قدس أقداس الوطنية السورية ، و الملاذ الأول والأخير الذي يعول عليه في حماية البلاد والدولة من التفكك والانهيار فيما لو استمرت هذه السلطة المجنونة والباغية في مشروعها التدميري ولجوئها إلى الحل الأمني لمشكلة سياسية بنيوية مزمنة.
   وبمقدار ما نرفض انشقاق الضباط والجنود الذي يحمل صفة "التمرد المسلح" ، فإننا نرفض أيضا الألاعيب البهلوانية والتزوير والتدجيل على الناس لمجرد التأكيد أن هناك " انشقاقا" في الجيش و عصيانا لأوامر السلطة في إطلاق النار على المسالمين ، و / أو لخدمة أجندة إعلامية وسياسية دنيئة ، سواء أكانت داخلية أو خارجية.
   هذا هو الإطار العام والمبدأ الذي يحكم موقفنا من قضية انشقاق أي ضابط أو جندي. أما الإطار الخاص الذي قادنا إلى هذا الحديث فهو قضية المقدم المفترض حسين هرموش ( وقضية الملازم الأول المفترض عبد الرزاق طلاس). فقد أوصلتنا متابعتنا للقضيتين إلى مجموعة من المعطيات الأولية ، لكن الجدية جدا، من شأنها أن تضع علامات استفهام كبرى حول الشخصيتين ، وبالدرجة الأولى على "المقدم " حسين هرموش ، وهي:
أولا ـ من المعلوم ( في الوسط العسكري على الأقل) أن الضابط ، وعندما يجري ترفيعه من رتبة إلى أخرى، تطلب منه إدارة شؤون الضباط ( عبر وحدته العسكرية) تزويدها عبر البريد الرسمي لوحدته بصورة حديثة له يجب أن تتوفر فيها الشروط الأساسية التالية : 1 ـ أن تكون بـ " بزة الخروج" ( أي البزة الرسمية غير تلك التي تدعى " بزة العمل" التي يظهر فيها حسين هرومش و عبد الرزاق طلاس في الشريط وهما يتحدثان ).2 ـ أن تكون الرتبة الجديدة ظاهرة فيها بشكل واضح. 3 ـ أن تكون جبهية وليس جانبية ( أي تماما على غرار تلك التي تستخدم لإستخراج فيزا أو جواز سفر).4 ـ أن تكون ملونة ( وقد أضيف هذا الشرط بعد أن أصبحت تقنية الصور الملونة متاحة للعموم ).
ثانيا ـ إن التدقيق في الهوية العسكرية التي يظهرها حسين هرموش ، أو المفترض أنه المقدم حسين هرموش، يظهر ما يلي:
1 ـ الصورة الموجودة على هويته قديمة. فصاحب الصورة يوحي بأنه في العقد الثالث من عمره ، أي عندما كان برتبة ملازم أول أو نقيب وفي أفضل الحالات برتبة رائد ( الرتبة ليست واضحة). والدليل الآخر على ذلك هو أنه الآن أصلع ، بينما الصورة في الهوية هي لشخص شعره عادي . ومن غير المعقول أو المنطقي أن يفقد المرء شعره  على هذه النحو خلال أسابيع ( إلا في حالات استثنائية من المرض أو تناول عقاقير خاصة ببعض أنواع الأمراض الجلدية أو بداية العلاج الكيميائي من السرطان. ومن الواضح أن هذا الوضع الاستثنائي لا ينطبق على الشخص المتحدث في الشريط).
2 ـ إن الصورة هي بالأسود والأبيض. وهذا ما يؤكد أنها التقطت منذ سنوات طويلة ( حين كان برتبة ملازم أو ملازم أول أو نقيب).
3 ـ صاحب الصورة في الهوية يرتدي "بزة عمل"، وليس " بزة خروج". والدليل على ذلك ( وهو ما يعرفه أي عسكري) أنه يرتدي تحتها كنزة عسكرية ( قبتها دائرية) ، وليس قميصا  يظهر النحر بشكل واضح على شكل الرقم ٧  إذا لم يكن هناك كرافات . ويعرف أي عسكري أن " الكنزة العسكرية" لا تلبس تحت " بزة الخروج" بأي حال من الأحوال. لأن هذا ممنوع في أنظمة الخدمة. ( بالمناسبة: إذا ما صادفت دورية شرطة عسكرية أي ضابط أو عسكري يرتدي كنزة عسكرية تحت " بزة خروج" في الشارع ، تبادر فورا إلى مخالفته . وعقوبتها 16 يوما سجنا  على الأقل).
ثالثا ـ تحدث الشخص المفترض أنه المقدم حسين حرفوش عن أنه من الفرقة الحادية عشرة . وأشار تحديدا إلى أنه من ملاك " قيادة الفرقة". أي ليس من الألوية أو الكتائب القتالية التابعة لها. وبتعبير أدق : إنه يعمل في أحد المكاتب / الأقسام التابعة لقيادة الفرقة ، مثل : التعيينات / الأرزاق ، التخطيط ، العمليات ، التوجيه السياسي  .. إلخ . ومن المعلوم أن هؤلاء ـ حتى في حالة الحرب ـ لا يكونون في الميدان ، ولا يذهبون مع الوحدات المحاربة إلى خطوط المواجهة الأمامية. فما هو مبرر وجود مقدم يعمل في قيادة الفرقة مع وحدات ميدانية محاربة في شوارع جسر الشغور ، بافتراض أنه فعلا ضابط في قيادة الفرقة وليس في إحدى وحداتها الميدانية!؟ ( اتصلت به اليوم قناة "العربية" وأكد أنه في جسر الشغور!؟).
  الأسئلة المتعلقة بالمقدم المفترض حسين هرموش تنطبق في بعضها على الملازم الأول المفترض عبد الرزاق طلاس. فكيف جرى إخراج هوية ضابط عامل له من قبل إدارة شؤون الضباط تحمل صورة بـ" بروفيل " نصف جانبي ، وليس بصورة جبهية !؟  ونضع هنا جانبا ما أثارته جهات سلطوية وشبه سلطوية حول الشبه بينه وبين المجند " المنشق" عن الحرس الجمهوري وليد القشعمي. علما بأننا لا نعير اهتماما لما تنشره وسائل إعلام السلطة الرسمية وشبه الرسمية . فهي أكذب من مسيلمة في التراث الإسلامي. ( بمناسبة الحديث عن المجند وليد القشعمي ، تأكد لـ"الحقيقة" من أحد الباحثين في منظمة العفو الدولية / أمنستي ، التي اتصلت به وحصلت منه على إفادة بالهاتف وليس بالمقابلة الشخصية (!؟) ، ومن جهات إعلامية أردنية ، أنه كان يقيم في "ضيافة" جهة أمنية أردنية  شمال الأردن حتى قبل ثلاثة أيام من اليوم ، وقد حققت معه مطولا حول ملابسات وضعه).
   إن طرحنا الأسئلة السابقة أعلاه  لا يهدف إلى التشكيك بما قاله المقدم المفترض حسين هرموش أو الملازم الأول المفترض عبد الرزاق طلاس.. بقدر ما يهدف إلى القول: إننا لا نسمح لأحد بالتعامل معنا كقطيع من الأنعام ويأكل بعقولنا حلاوة من خلال إرغامنا على تصديق كل ما يجري بثه ونشره. وبتعبير آخر، إن تشكيكنا بهذه القصص يهدف بالدرجة الأولى إلى الدفاع عن كرامتنا الإنسانية كبشر في مواجهة من يحاول استغباءنا وحيونتنا ويفترض أنه علينا التسليم له بكل ما يقوله دون نقاش!
وفي مطلق الأحوال ، إن المسؤولية الأولى والأخيرة تبقى على هذه السلطة المأفونة التي تلزم الصمت إزاء هذه القصص ، دون أن تكلف نفسها القول إن هذا الضابط أو ذاك ، وهذا العسكري أو ذاك ، موجود فعلا أو مجرد شبح، وتترك ذلك لمزابلها الإلكترونية المدارة من قبل الغرف المظلمة في " الفرع الداخلي" أو غيره!
تحديث للتقرير :
   بعد نشرنا التقرير أعلاه ، وصلنا شريط جديد للملازم الأول عبد الرزاق طلاس . ويبدو أنه نشره كنوع من الرد على وسائل إعلام السلطة و" شبيحتها" الإعلاميين الذين حاولوا الإيحاء بأنه مجرد استنساخ للمجند وليد القشعمي. ولم نكن نحن من هؤلاء المشككين. فالنقطة الوحيدة التي أثرناها اقتصرت على الصورة " شبه الجانبية" في هويته العسكرية. ولم يكن بالإمكان إلا ذلك. فتصوير الهوية في  الشريط الأول كان رديئا. أما الشريط الجديد فيتضمن صورة واضحة للهوية بما يزيل الإلتباس. كما أن صاحب الصورة ظهر بملابسه المدنية ، الأمر الذي يزيل أي التباس في التشابه بينه وبين المجند وليد القشعمي ، والذي يولده اللباس العسكري و " سيدارة" الرأس التي تغير ملامح الوجه.
   ونغتنم هذه الفرصة للفت انتباه الضباط الشرفاء ، والعسكريين الآخرين،  الذين يقررون رفض أوامر السلطة بإطلاق النار على أبناء شعبهم ، إلى ضرورة تصوير بطاقاتهم العسكرية بشكل واضح وعلى نحو " جبهي" ( عمودي مع الكاميرا ، وقريبا منها) ، بحيث يمكن إظهار مكونات الهوية بطريقة واضحة تمنع الالتباس وتقطع الطريق على البروباجندا الإعلامية الرسمية . و سيكون أمرا مفيدا أيضا لو تمكنوا من تصويرها على الوجهين. كما سيكون أمرا أكثر أهمية لو توفرت لهم اللوحات المعدنية ـ الفولاذية التي تعطى لهم عند إرسالهم في مهمات قتالية. ونغتنم هذه الفرصة أيضا لنتمنى على من قدم نفسه باسم المقدم حسين هرموش أن يفعل الأمر نفسه قطعا للشك باليقين.
ـ اضغط هنا لمشاهدة الشريط الجديد