Thursday 16 June 2011

ضابط سوري يؤكد أن تهجير السوريين إلى تركيا كان بأمر رسمي من القيادة .. لأسباب سياسية لا أمنية

تلقينا تعليمات بإغلاق جميع المنافذ في جسر الشغور ومحيطها وترك منفذ واحد يؤدي إلى تركيا ، واستبقنا ذلك بحملة إشاعات ترهيبية مخيفة لدفع السكان إلى الفرار نحو الأراضي التركية

دمشق ، الحقيقة ( خاص): أكد ضابط  من "سرية النقل" في الجيش السوري ، وهي الوحدة الفنية المسؤولة عن تأمين الناقلات لشحن المدرعات والدبابات ، أن " تهجير" أهالي جسر الشغور  ومنطقة جبل الزاوية بشكل عام  إلى تركيا ، كان قرارا رسميا من أعلى مراكز صنع القرار في سوريا ، وليس لسبب أمني بحت وليد التطورات الميدانية ، وإن يكن السبب الأمني لعب دورا في ذلك. وبحسب الضابط  الذي عاد من محافظة إدلب إلى دمشق للتو ، وتواصل مع"الحقيقة" بالبريد الإلكتروني ، فإن الوحدات العسكرية والأمنية في المنطقة تلقت منذ البداية توجيهات وتعليمات صارمة بتطويق المناطق المراد مداهمتها  على نحو محكم من كل الجهات باستثناء الجهة المؤدية إلى لواء اسكندرونة المحتل ، التي تركت مفتوحة دون أي تواجد أمني أو عسكري. وقبل دخول الوحدات الأمنية والعسكرية إلى جسر الشغور والقرى المحيطة بها ، كانت هذه الوحدات تعمم إشاعات وسط السكان بأشكال مختلفة عبر عملائها مفادها أن " قوات أمنية وعسكرية  على وشك الوصول ، وهي ستحرق الأخضر واليابس ، وهناك منفذ وحيد يمكنكم الهرب منه وهو المؤدي إلى تركيا ( لواء اسكندرونة المحتل). وكانت هذه الإشاعات تسري كالكهرباء في أوساط السكان وتفعل فعلا إرهابيا ونفسيا فظيعا في نفوسهم. فقد كانوا يتلقفون الإشاعات ويندفعون صوب الحدود التركية بما خف حمله ، وأحيانا بملابس النوم ، دون تفكير ، وبردة فعل غريزية" . وأكد الضابط أن السلطة في دمشق " هدفت من وراء ذلك إلى وضع الحكومة التركية تحت ضغط أزمة لاجئين منذ البداية من أجل ابتزازها ومنعها من اتخاذ مواقف تصعيدية ضد دمشق ، وهي لا تزال تفعل الأمر نفسه . وقد فعلته أجهزة الأمن والوحدات العسكرية قبل وصولها إلى معرة النعمان يوم أمس". وقال الضابط " جميع قادة الوحدات الأمنية والعسكرية في المنطقة ( جبل الزاوية) يعرفون هذا الأمر ، ويعرفون أن خطة السلطة في دمشق هي دفع أكبر عدد ممكن من الأهالي إلى الهرب نحو تركيا للهدف المشار إليه، وهي التعليمات التي تلقوها رسميا". أما النداء الذي وجهته الحكومة للهاربين من أجل العودة إلى جسر الشغور فهو"للاستهلاك الإعلامي وللإيحاء بأن الحكومة ليست مسؤولة عن فرارهم وإنما العصابات المسلحة".
    وبحسب الضابط ، فإن هناك " علامات رضا عن النفس في دمشق إزاء ما حققته هذه السياسة حتى الآن ، خصوصا وأن المعلومات التي بدأت ترد من لواء اسكندرون تشير على نحو مؤكد بوقوع صدامات بين اللاجئين والأهالي المحليين ، بعضها لأسباب مذهبية . وهو ما تخشاه السلطات التركية ، وما دفعها إلى عزل اللاجئين السوريين في معسكرات لجوء معزولة عن الأهالي ومنعهم من الاحتكاك بسكان المنطقة الذين يتجهزون للتظاهر غدا وبعد غد ضد الحكومة التركية . كما أن الأتراك بدأوا يخففون من حدة لهجتمهم إزاء دمشق علنا ، أو على الأقل هذا ما حدثنا عنه بعض قادة وحداتنا العسكرية الذين تلقوا تعلميات بدفع السكان إلى الهرب نحو الأراضي التركية"!؟ وقال الضابط " إن سياسة التهجير القسري ستتصاعد بوتيرة أكبر وأسرع إذا لم تراجع السلطات التركية موقفها مما تواجهه سوريا اليوم . وربما تطال الأكراد أيضا قريبا للسبب نفسه".