Tuesday 14 June 2011

العالم يتجاهل حكاية"المقبرة الجماعية" في جسر الشغور ، وتركيا تمنع الإعلام من دخول مخيمات اللاجئين السوريين

الخارجية التركية تشكل ما يشبه " خلية أزمة" خاصة بالشأن السوري يشارك فيها سفيراها في دمشق وبيروت
لندن ، استانبول ـ الحقيقة ( خاص): تجاهلت وسائل الإعلام العالمية ما قالت السلطة السورية إنها " مقبرة جماعية" في جسر الشغور لعشرة من عناصر الأجهزة الأمنية استشهدوا برصاص " عصابات مسلحة". ولم يحظ ما بثه التلفزيون السوري عن ذلك بأي اهتمام يذكر باستثناءات محدودة عربيا وبتجاهل شبه كامل عالميا، بالنظر لأن هذا الإعلام فقد مصداقيته كليا ، ولأن الطريقة التي قدمت بها قصة "المقبرة الجماعية" كان أشبه بقصة يرويها معتوه أو أهبل أو نصّاب هاو.  وحيثما جرى تناول الأمر جرى التشكيك به وتفنيده ، فقد بدا " مفبركا" و" إخراجه  الدرامي"سيء جدا يعبر عن مدى الانحطاط الأخلاقي والمهني الذي وصلته سلطة المافيا الحاكمة . وعلق أحد الصحفيين ساخرا على ذلك بالقول: " المفارقة المذهلة هو أن سيناريو وإخراج قصة المقبرة الجماعية ، التافهين ، جاءا من بلد تربع طيلة السنوات الخمس الأخيرة على عرش الدراما العربية ، وهو ما يجعل المرء يساءل : ألم يكن بمقدور السلطة الاستعانة بملك الصورة والمؤثرات البصرية نجدت أنزور ، مثلا ، لإخراج قصة المقبرة ، لاسيما وأنه من الموالين لها"!؟
    على صعيد متصل ( من مراسلة "الحقيقة " في استانبول : نادرة مطر) ، منعت السطات التركية يوم أمس وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من دخول مخيمات اللاجئين السوريين في لواء اسكندرونة المحتل . وبحسب مصادر رسمية ، وما نقلته وسائل الإعلام المرئية المحلية عنها ، فإن القرار يهدف إلى " الحد من التوظيف الدعائي لأزمة اللاجئين ، سواء على مستوى الداخل التركي أو الخارجي". ولم يعرف بعد ما إذا كان هذا القرار سيبقى مستمرا أم أنه مؤقت؟  ولاحظ مراقبون محليون أن قرار الحكومة التركية جاء " بعد إعلان نتائج الانتخابات التركية" التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بأغلبية 50.2 بالمئة من الأصوات ، ولو أنه فشل في انتزاع المقاعد اللازمة له لتطبيق برنامجه الإصلاحي لجهة ما يتعلق بتعديل الدستور.
   في غضون ذلك ، ترأس وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اجتماعا في وزارة الخارجية شارك فيه رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاقان فيدان وعدد من المسؤولين الكبار في الوزارة فضلا عن السفير التركي في دمشق عمر اونهون والسفير لتركي في بيروت سليمان اوزيلديز.  وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام التركية عن أوساط الاجتماع ، فإن المجتمعين ناقشوا تطورات الأوضاع في سوريا ، والتي كان تراجع الاهتمام بها نسبيا خلال فترة الانتخابات النيابية التركية، وتم التركيز على التطورات في عمليات النزوح الجماعي للمواطنين السوريين الى لواء اسكندرونة المحتل ،  والذين بلغ عددهم حتى الآن أكثر من ستة آلاف. وقد اتفق المجتمعون على تشكيل ما يشبه " خلية أزمة" تركية في وزارة الخارجية لمتابعة الأوضاع السورية وما يتصل بها ساعة بساعة.