Monday 13 June 2011

بعد أقل من شهر على ما قام به خدام، "الأخوان" السوريون يقدمون أوراق اعتمادهم لإسرائيل عبر القناة التلفزيونية نفسها والمراسل .. نفسه!؟

البيانوني : إسرائيل دولة موجودة ، وإذا طبقت القرارات الدولية بالعودة إلى حدود العام 1967 يمكنها أن تعيش بسلام
تل أبيب ، بروكسل ـ الحقيقة ( خاص): فيما يبدو أنه سباق بين قوى المعارضة السورية ، اليمينية والإسلامية، لتقديم أوراق اعتمادها إلى إسرائيل ، كبطاقة عبور إلى السلطة ( و"ما حدا أحسن من حدا"!) ، أجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة مع المراقب العام السابق لجماعة "الإخوان المسلمين" السوريين المحامي علي صدر الدين البيانوني . وقد جاءت المقابلة في سياق "ريبورتاج" حول الأخوان المسلمين العرب وتطورات الأوضاع في المنطقة تضمن مقابلة قديمة نسبيا كان أجراها الصحفي نفسه مع القيادي الأخواني المصري عبد المنعم أبو الفتوح .
  وإذا وضعنا جانبا هذا التطور المتمثل بقبول "إخواني" سوري إجراء مقابلة مع قناة إسرائيلية وصحفي إسرائيلي ، يبقى الأكثر أهمية فيها ربما ، وهو اعتراف البيانوني في المقابلة بدولة إسرائيل على نحو واضح ، وبطريقة لا تختلف عن اعتراف السلطة السورية الحاكمة حاليا ، ومؤسس النظام حافظ الأسد. فجوابا على سؤال يتعلق بما إذا كانت "الجماعة" تقبل بوجود دولة إسرائيل ، قال البيانوني "إن إسرائيل موجودة (لكن) هناك قرارات الشرعية الدولية التي تطالبها بالعودة إلى حدود العام 1967 (...) . نعتقد أنه إذا نفذت هذه القرارات يمكنها أن تعيش بسلام".
   وفي سياق المقابلة ، و جوابا على سؤال يتعلق بالنظام ورأسه بشار الأسد ، قال البيانوني" العد التنازلي لنهاية النظام السوري بدأ ، لاسيما وأن الرئيس بشار غير مستعد لتلبية المطالب الشعبية"، مضيفا القول" إذا رفع الغطاء الدولي ( عن النظام) ، فهو غير مؤهل للاستمرار ، لأنه لا يستند إلى قاعدة شعبية".
   الغريب في الأمر ، وماحدا غريب إلا الشيطان (!) ، أن كلام البيانوني جاء مطابقا تقريبا لكلام حافظ الأسد الذي أفضى به لرئيس الوزراء السوفييتي كوسيغين عندما كانا عائدين معا بتاريخ 5 تشرين الأول / أكتوبر 1970 على الطائرة نفسها من القاهرة حيث شاركا في تشييع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر . أي قبل انقلابه العسكري بحوالي شهر وبضعة أيام . علما بأن هذا الأمر ( الاعتراف بإسرائيل والقرار 242 ) كان ـ على صعيد القضية الوطنية ـ عنوان الخلاف الجوهري بينه وبين الزعيم الوطني المغدور صلاح جديد ورفاقه نور الدين الأتاسي ويوسف زعين وابراهيم ماخوس!؟ 
   اللافت في الأمر أيضا هو أن المقابلة أجراها مراسل القناة نفسه الذي أجرى مقابلة مماثلة مع عبد الحليم خدام الشهر الماضي ، أي هنريك تسيمرمان  Henrick Zimmerman  ، وفي المدينة نفسها ، بروكسل ، لكن في مكان آخر هو  فندق  "رينيسانس" الذي شهد في الثاني من الشهر الجاري مؤتمرا للأخوان المسلمين تحت شعار " دعم الثورة السورية". بتعبير آخر ، إن البيانوني ، وبعد افتضاح قصة خدام ومقابلته واللغط الذي أثارته ، لا يستطيع أن يقول إنه لم يكن يعرف الصحفي ولا القناة ، وأنه كان يعتقد أنهما من إسبانية أو أندونيسية أو جزر .. الهونولولو!
   مصادر في القناة الإسرائيلية الثانية كشفت لمراسلة "الحقيقة" ليا أبراموفيتش أن تسيمرمان أجرى مقابلات أخرى مع المشاركين الآخرين في المؤتمر المذكور ، من " الأخوان المسلمين" وغيرهم ، وسيجري بثها لاحقا في سياق السلسلة التي تبثها القناة تحت عنوان "الأخوان المسلمون والربيع العربي".
   تبقى الإشارة أخيرا إلى أن مدير موقع " أخبار الشرق" ، والناطق الصحفي باسم المحامي البيانوني، عبيدة نحاس ، حضر المقابلة المذكورة مع تسمرمان وفق ما أكدته مصادر في القناة المذكورة!؟ ( شاهد هنـا الريبورتاج الذي تظهر فيه المقابلة).