Thursday 9 June 2011

أهالي "جبل الزاوية" يفرون في جميع الاتجاهات هربا من وحشية السلطة التي توشك على الفتك بهم

...وإعلام الدجل المافيوزي الرسمي يمهد للمذبحة : أكثر من ألفي مسلح يملكون الرشاشات الثقيلة والصواريخ!؟
دمشق ، جبل الزاوية ـ الحقيقة ( خاص): قالت معلومات وردت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية إن أهالي منطقة "جبل الزاوية" ( جسر الشغور ، خان شيخون..) ، والعديد من قرى محافظة إدلب بدأوا الفرار في جميع الاتجاهات داخل محافظ إدلب وخارجها ، هربا من وحشية عصابات السلطة التي توشك على الفتك بهم. وأفادت الأنباء بأن عشرات الألوف من مواطني تلك المناطق فروا باتجاه مدينة إدلب وحلب واللاذقية ، فيما تمكن المئات منهم من اجتياز الحدود مع لواء اسكندرونة المباع إلى تركيا. وشبهت مصادر محلية ما يجري بتلك المناظر التي لا تزال تحتفظ بها الذاكرة الشعبية الفلسطينية والإرشيف الفلسطيني عن اجتياح عصابات " الأرغون" و " الهاغاناه" الصهيونية لقرى فلسطين في العام 1947 ، وفرار الفلسطينيين باتجاه لبنان والضفة الغربية رعبا مما كان ينتظرهم!
 وكانت "الحقيقة" أشارت يوم أمس إلى أن الفوج 555 ( بقايا "سرايا الدفاع" الإجرامية ، وأحد ألوية الفرقة الثالثة) توجهت إلى جبل الزاوية. وجاء في أنباء لاحقة اليوم أن وحدات من الحرس الجمهوري انضمت إليهم مساء أمس ، حيث شوهدت أرتال السيارات العسكرية الشاحنة والعربات المدرعة المحمولة على ناقلات وهي تتجه من دمشق إلى إدلب عبر حمص وحماة. وهو ما يوحي بأن السلطة على وشك ارتكاب مقتلة كبرى. ومن أجل التمهيد لذلك ، ذهب إعلام الدجل المافيوزي السلطوي إلى أقصى ذرى أكاذيبه من خلال تضخيم حجم "المجوعات المسلحة"الموجودة في جسور الشغور بهدف "تبرير استباقي"للجريمة التي سترتكب خلال الساعات القليلة القادمة. وإذا كان وجود "مجموعات مسلحة" في جسر الشغور أو غيرها أمرا لا ريب فيه ، وقد أكدته وسائل إعلام لا تحترم النظام السوري أبدا ( مثل " رويترز " و " سي إن إن" و أسوشييتد برس") ، فإن أعداد هذه المجموعات لا يتجاوز العشرات في أقصى حالاته ، وتستطيع كتيبة قوات خاصة واحدة القضاء عليها خلال بعض ساعات . ولهذا لا يمكن فهم الأكاذيب التي نشرتها وسائل إعلام السلطة يوم أمس وصباح اليوم إلا باعتبارها ضلوعا مباشرا في الجريمة ، رغم أن أحدا لم يعد يصدقها من الشعب السوري ، لحسن الحظ ، سوى قلة ممن تسطحت عقولهم وأدمغتهم في حظائر السلطة على مدى عقود.  
  لقد زعمت صحيفة " الوطن" الناطقة باسم مافيا رامي مخلوف ، الصادرة صباح اليوم ، أن " المسلحين أخذوا مواقع إستراتيجية وقاموا بتفخيخ الكثير من الأبنية والطرق والمرافق العامة ويستخدمون المغارات للاختباء وعددهم كبير جداً يتراوح حسب المصادر بين 800 و2000 مقاتل دون أن يتمكن أحد من تحديد رقم وخاصة أن الكثير من شبان وفتيان القرى المعروفة بتطرفها الديني انضموا للمسلحين ما يجعل من الصعب تحديد عددهم وعتادهم الذي يختلف ما بين مسدس ورشاشات ثقيلة وقاذفات صواريخ"!؟
... لكن كاتب الخبر ، مثله في ذلك مثل مئات البهائم والديناصورات والمعاتيه الذين يديرون إعلام السلطة ، لم يكلف نفسه التساؤل : كيف يكون هناك آلاف المسلحين بالرشاشات والصواريخ في بلد تعداد جيشه العامل أكثر من ثلاثمئة ألف مقاتل ، ولديه من عناصر المخابرات والمخبرين ما يقارب هذا العدد!؟ وكيف وصلت الصواريخ والرشاشات المتوسطة المزعومة إلى أيدي المئات من الناس!؟ إن كلاما من هذا النوع له تفسيران لا ثالث لهما:
أولا ـ إن الحديث كله ، من ألفه إلى يائه ، كذب بكذب. وهذا يعني أن السلطة تريد من وراء نشر هذه الخرافات من أجل ارتكاب مجزرة وحشية في سياق قرارها سحق انتفاضة الشعب السوري الباسل.
ثانيا ـ إن هذا هذه الأخبار ( تحديدا لجهة ما يتعلق بحجم المجموعات المسلحة وأسلحتها) صحيح . وفي هذه الحال يكون هناك مصدران لا ثالث لهما للسلاح : إما أنه دخل إلى البلاد بفعل الفساد ومافياته الإجرامية ، وإما أنه بيع أو سرق ،بمعرفة عصابات النظام وتواطؤها ، من مخازن الجيش والأجهزة الأمنية . وفي الحالتين كلتيهما يكون النظام هو المسؤول الأول والأخير عن هذه الجريمة. وبناء عليه ، فإن نظاما تستباح مخازن جيشه بهذه الطريقة ، أو تفتح حدوده أمام هذا النوع من التهريب ، يفقد شرعيته تلقائيا ، حتى وإن لم يكن برقبته ولا شهيد وحيد. ذلك لأن سلوكا من هذا النوع هو من خصائص العصابات وليس من خصائص الدول. ولأننا نعرف ذلك منذ سنوات ، قبل حصول هذه المآسي التي تختلط فيها الكوميديا بالمأساة ، نقول لرأس النظام بصريح العبارة ودون خجل: "ضب غراضك و حلّ عن طيزنا أنت وأخوك وسلالتك كلها، لم يعد أحد يطيق حتى شمسا تشرق على بلد أنتم حكامه"!